لم يكن من السهل على بعض الطالبات الأمهات في جامعة القدس المفتوحة أن يوازنّ بين التزامات الدراسة الجامعية ورعاية أطفالهن، خاصة في ظل غياب بيئة مناسبة تحتضن احتياجاتهن اليومية داخل الحرم الجامعي. لكن هذه المعادلة بدأت تتغير عندما قررت مجموعة من المتطوعين الشباب في الجامعة أن يطرحوا سؤالًا بسيطًا:
“كيف يمكن أن نجعل التجربة الجامعية أكثر إنصافًا للجميع؟”
بهذا الدافع، وبالشراكة مع مؤسسة ملتقى الطلبة، وُلدت مبادرة تهدف إلى إنشاء روضة نموذجية داخل الحرم الجامعي، لتوفر مساحة آمنة ومريحة لأطفال الطالبات، وتمنح الأمهات فرصة مواصلة تعليمهن بثقة واستقرار.
يقول حمزة عبيات، منسق مجموعة المتطوعين في الجامعة، بأن الفكرة بدأت من الحاجة الملحة لتوفير مساحة رعاية آمنة للأطفال، مشيرًا إلى أن الشراكة مع مؤسسة ملتقى الطلبة كانت أساسية في تحويل هذه الفكرة إلى واقع ملموس. مضيفاً:
“بالإضافة إلى الروضة، عملنا على تطوير مساحة خضراء خارجية، لتكون متنفسًا للطلبة خلال فترات الراحة، وهو ما عزز من الحياة الجامعية اليومية للطلبة.”
كما شملت المبادرة أيضًا وضع لوحة تعريفية تحمل اسم الجامعة، ضمن رؤية المتطوعين في تحسين المشهد العام للجامعة، وتجميل الحرم الجامعي بلمسات بسيطة لكن ذات أثر طويل المدى.
من جانبه، أعرب د. محمد ذويب، رئيس فرع الجامعة في بيت لحم، عن تقديره لهذه الجهود المشتركة، مشيرًا إلى أهمية مبادرة “روضة يبوس” التي نُفذت بالتعاون مع ملتقى الطلبة، ودورها في تمكين الطالبات الأمهات. كما نوّه إلى المبادرات الأخرى مثل زراعة الحديقة، وتوفير مقاعد لجلوس الطلبة، والتي ساهمت في تحسين بيئة التعلم وتعزيز شعور الانتماء.
وأعرب ذويب عن شكره للمبادرات الوطنية التي تقدمها “ملتقى الطلبة” وجهودهم المتواصلة في خدمة المجتمع لاسيما محافظة بيت لحم، مؤكدًا أن هذه المبادرات تحقق تأثيرًا إيجابيًا ملموسًا على الحياة اليومية وتسهم في بناء مجتمع أكثر ازدهاراً.
وفي ختام التجربة، تبرز مبادرة إنشاء الروضة الجامعية كمثال رائد يمكن الاستفادة منه في جامعات أخرى، حيث تسهم في تحقيق أهداف تعليمية واجتماعية، وتدعم استمرارية الطالبات الأمهات في مسيرتهن التعليمية. كما تؤكد هذه التجربة على أهمية التعاون بين المؤسسات والمجموعات الشبابية في بناء بيئة تعليمية شاملة وأكثر استدامة.



