في مركز تدريب مهني بيت جالا، حيث يجتمع الحلم بالمهارة، بدأت قصة عرين دعنا؛ طالبة في قسم التسويق الإلكتروني، لم تكن تتوقع أن تصبح صوت زملائها وأول رئيسة لبرلمان طلابي في المراكز المهنية بفلسطين. تجربة جديدة ومليئة بالحيوية، قادتها مؤسسة “ملتقى الطلبة” بالشراكة مع المركز، لتمنح الشباب مساحة للتعبير والتأثير داخل بيئة تعليمية تدمج النظرية بالتطبيق.

عرين لم تكتفِ بمقاعد الدراسة، بل تقدّمت بخطى واثقة نحو دور قيادي يمثل تطلعات زملائها، لتقود برلمانًا وُلد من حاجة حقيقية لتمكين الشباب وصقل شخصياتهم في بيئة مهنية عملية. تحت قيادتها، بدأ البرلمان بتنفيذ أنشطة ملموسة: تأهيل غرف الأنشطة، تجهيز مساحة خضراء للاسترخاء، وتحسين الشكل العام للمركز ليصبح أكثر حيوية وجاذبية.

“كانت تجربة فريدة من نوعها”، تقول عرين، “كأننا نحاكي انتخابات الجامعات لكن داخل مركز مهني، كنا نحاول أن نُثبت أن طلاب التعليم المهني قادرون على التأثير والقيادة أيضًا”.

عمر عواد، منسق العلاقات العامة في ملتقى الطلبة، يرى في هذه التجربة نموذجًا رياديًا للتغيير. إذ وفّر البرلمان مساحة حقيقية للطلبة للتعبير عن آرائهم وتنفيذ مبادراتهم. من جلسات حوارية ناقشت قضاياهم اليومية، إلى ورشات تدريبية طوّرت مهاراتهم الحياتية، شكل البرلمان حلقة وصل بين الدراسة والمجتمع.

أما عن الأثر، فلم يقتصر على داخل المركز فقط. يقول عواد: “ما نفذه البرلمان من مبادرات ترك أثرًا واضحًا في بيئة المركز، وساهم في تعزيز روح الانتماء والمبادرة لدى الطلبة.”

هكذا تحوّلت قصة عرين من حكاية طالبة في صف مهني، إلى ملهمة تقود التغيير بروح جماعية، وتفتح الأبواب أمام طلاب آخرين للسير على ذات الدرب.

تم انتاج هذه القصة ضمن مشروع شباب في صنع القرار الذي ينفذه ملتقى الطلبة بالشراكة مع المساعدات الشعبية النرويجية.