في قرية صغيرة تقع إلى الجنوب من محافظة بيت لحم، حيث تحاصر المستوطنات والطرق الالتفافية حياة الناس وتحدّ من مساحتهم اليومية، قرر مجموعة من الشبان والشابات أن يصنعوا الفرق.
في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد، ووسط الإغلاقات المتكررة بسبب الحرب، برزت الحاجة إلى مساحة آمنة، بسيطة، لكن قادرة على منح الناس شيئًا من الراحة.

من هنا، ولدت مبادرة “مساحة آمنة” التي أطلقتها مجموعة “الحرية الريادية الشبابية” في قرية أم سلمونة، بالتعاون مع مؤسسة ملتقى الطلبة، وبدعم من الهيئات المحلية والمجلس القروي والمجموعات الشبابية الأخرى في القرية.

يقول أحمد طقاطقة، منسق المجموعة:
“رأينا أن القرية بحاجة لمتنفس، فبدأنا بتنظيف أرض زراعية مهملة وتحويلها إلى مساحة طبيعية نظيفة ومفتوحة، يستطيع الشباب والعائلات قضاء وقت فيها براحة وأمان.

تقع أم سلمونة في منطقة محاصرة من عدة جهات، يحدّها من الشمال مستوطنة “إفرات”، ويمر بجانبها الشارع الالتفافي المؤدي إلى مستوطنات تقوع. ومع محدودية المساحات العامة في القرية، كانت الأرض التي تم العمل عليها هي المتنفس الوحيد للسكان، لا سيما الأطفال والعائلات.

وأشار طقاطقة إلى أن فكرة المجموعة جاءت استجابة لاحتياجات القرية والمجلس القروي وسعيا لتعزيز المشاركة السياسية الشبابية داخل الهيئات المحلية في المجلس،مشيراً إلى أن المجموعة أنطلقت بعد عدة لقاءات مع مؤسسة “ملتقى الطلبة”، وعلى هذا المنوال أدركوا ضرورة وجود جسم شبابي فعال داخل القرية، يكون له رأيه ونشاطاته وبرامجه الخاصة.

يقول منذر أبو حيان، أحد النشطاء في المجموعة:
“عملنا معًا كشباب وشابات، وقمنا بإحياء الأرض، وتنظيفها، وترتيبها، لتكون مساحة خضراء طبيعية وآمنة.”

ويضيف محمود نسيم:
“نظفنا الأعشاب، فردنا التراب، وبنينا سناسل حجريّة. حسيت إننا رجعنا الحياة لأرض كانت منسية. والأجمل إنها صارت متنفسًا حقيقيًا للعائلات ولنا كشباب.”

أما محمد طقاطقة، فأكد أن المبادرة لم تكن فقط عن تنظيف قطعة أرض، بل عن خلق شعور بالانتماء والمسؤولية، وتعزيز روح العمل الجماعي بين سكان القرية، وأضاف:
“لما الكل شارك، حسينا إنو إلنا مكان نحافظ عليه، نعتني فيه، ونفتخر فيه قدّام بعض وقدّام الزوّار.”

تم انتاج هذه القصة ضمن مشروع شباب في صنع القرار الذي ينفذه ملتقى الطلبة بالشراكة مع المساعدات الشعبية النرويجية.