في أحد أحياء بيت لحم، لا يضيء المكان بمصابيح الكهرباء فقط، بل بمصابيح من نوع آخر… هناك، في قلب مجتمع يحتاج لمن يمدّ له اليد، تقف مؤسسة المنار للثقافة والإبداع كمنارة حقيقية، تحمل في داخلها أملًا جديدًا ومشروعًا ثقافيًا واجتماعيًا يبني الإنسان قبل أي شيء.

منار قراقع، المديرة التنفيذية، تتحدث بشغف عن مشروع بدأ بفكرة بسيطة: كيف يمكن أن نمنح الشباب والأطفال والنساء فرصًا جديدة؟ كيف يمكن أن نخلق بيئة تعلّم لا تعتمد فقط على الكتاب، بل على القيم، وعلى الحلم؟ هكذا بدأت “المنار”، مؤسسة ثقافية شبابية، تعمل على التعليم، والمبادرات، والدعم النفسي والاجتماعي، وتقدّم برامج تُعزز من قدرة الفرد على تجاوز التحديات اليومية.

في غرف المؤسسة، ينبض التعليم بروح جديدة. تقول حليمة كرمة، منسقة التعليم، إنهم لا يستخدمون الطرق التقليدية، بل يجعلون التعلّم تجربة تفاعلية ممتعة. من دروس تقوية خلال العطل، إلى نظام “الحقيبة المدرسية” لمتابعة الطلاب مع مدارسهم، تسعى المؤسسة لخلق بيئة شاملة وآمنة لكل طالب يعاني من صعوبات دراسية. وفي كل أسبوع، يتم تنفيذ نشاط يرتبط باحتياجات الطلاب والمجتمع، في خطوة نحو تعليم متكامل، يُنمّي المهارات إلى جانب المعرفة.

ولأن المعرفة تبدأ من الروح، كان لتحفيظ القرآن الكريم حضور خاص داخل المركز. تقول المعلمة تغريد المساعيد: “نُعلّم الأطفال كيف يكون رضا الله طريقًا للوعي والنور، ونُوسّع مداركهم بالقيم التي تجعلهم أكثر حبًا للحياة”.

وللنساء أيضًا نصيب من هذه الرسالة النبيلة. تقول حنين قراقع، الأخصائية الاجتماعية، إن وحدة المرأة تُقدّم دعماً نفسيًا واقتصاديًا للفتيات والنساء، وتعمل على تمكينهن كي يصبحن قادرات على بناء حياتهن بإرادتهن.

أما عن الشباب، فالمؤسسة تحتضنهم من خلال مبادرات مجتمعية بالتعاون مع مؤسسات مثل “ملتقى الطلبة”، حيث يتعلّمون كيف يحوّلون فكرة بسيطة إلى مشروع مؤثر يخدم محيطهم ويصنع فارقًا.

“نحن نؤمن أن العطاء هو طريقنا لبناء مجتمع أقوى”، تقول منار. وفي كل زاوية من “المنار”، تجد طفلًا يتعلّم، وامرأة تنهض، وشابًا يخطو نحو حلمه.

هكذا، وبصمت، تكتب مؤسسة المنار قصة الأمل الحقيق

تم انتاج هذه القصة ضمن مشروع شباب في صنع القرار الذي ينفذه ملتقى الطلبة بالشراكة مع المساعدات الشعبية النرويجية